وللمرأة نغم موسيقي جميل
بقلم صفاء عبد الحليم، طاقم مدونة صدفة
يقول أحد الفلاسفة "المرأة آلة موسيقية لا تُطرب إلاّ من يعرف كيف يعزف عليها". للمرأة رونق خاص لا يعرفهُ ولا يفهمه إلاّ من أتقن لغتها. هي لحنٌ جميلٌ في حياة الرجل، فهو يتغنّى بها بأجمل الكلمات وأسماها، ويمكنه أن يستمتع بلحنها عندما يتقن طريقة عزفها. المرأة هي كتلة من المشاعر والأحاسيس. فعندما تبتسم تجعل يومك جميلا لأنها تضفي عليه نوعاً من البهجة والسرور في قلبك.
رغم المشاعر والأحاسيس المكدّسة التي تحملها في داخلها ورغم رقة الأوتار الموسيقية التي تجعل منها أجمل آلة موسيقية تعزف أعذب الألحان، إلاّ أننا نجد بعض الرجال لا يُفقه كيفية العزف على تلك الأوتار ليبدع بصنع أجمل الألحان الموسيقية. بل على العكس بعض الرجال يقابل تلك المشاعر الرقيقة بالجمود وعدم الإحساس بالحنان الذي تملكه المرأة لتطرب الرجل به.
هل البعض يشعر بأن كلامي هو نوع من الفلسفة الغريبة أو الغير مفهومة؟ إن كان الأمر كذلك، فاعتقادكم مبني على أساس أن المرأة تحتاج إلى الكثير من الكتب والدراسة والفلسفات بكل اللغات لكي تفهم. أنا أقول لا! المرأة أسهل بكثير مما تعتقدون. كل ما في الأمر البعض من الدروس البسيطة. فكيف يكون ذلك؟ إنها تحتاج إلى من يعزف نغمة الحب والصدق والإخلاص. عليك ملامسة أوتار مشاعرها وإحساسها الرهف بأصابع حنونة لتحركها، بدون أن تقطعها وتأدي بها إلى الجحيم. المرأة هي من أروع ما خلق الله لو عرفت كيف تعزف على أوتار قلبها لأعطتك لحناً جميلاً من ألحان حبها وإخلاصها ووفائها.
هذا اللّحن كل رجل يحلم به ويتمناه ولكنه ينسى بأن فاقد الشيء لا يعطيه. طالما هو لم يعطي فلن يأخذ. وهذا اللّحن لا يُمكن أن تجده في أيّ آلة إلاّ عند المرأة والاّ لما كانت نصفك الآخر لتكمل لك ما ينقصك. المرأة هنا ليست آلة كما ربما البعض يفهمها، بأنها شيء وليس إنسانة. ما أريد ترجمته، هو أن كل شخص في هذه الكرة الأرضية يهتم بالموسيقى بشكل أو بآخر. ومن غير أن ندخل بالتفاصيل، كلنا تُطرب آذاننا إلى اللّحن الجميل. وبهذا أردت توصيل فكرة اللحن الجميل على أوتار قلب المرأة. إن المرأة هي القلب النابض في المجتمع. وعلى لحن وأنغام دقات قلبها ينام الطفل الرضيع. دقات قلبها تكوَن تماماً النغم الجميل الذي يغفا عليه لينام بعمق واسترخاء. المرأة هي مركز الأحاسيس والشعور وفي حال افتقرنا لهذا المركز ترى المجتمع خالي من الحواس ولم يعد عناك مصطلح اسمه العاطفة والحب والحنان والأم والرحمة...
النساء أنواع مختلفة ولكل نوع طريقة خاصة في التعامل معها. فهناك من تشبه الناي، حزينة مسرفة الخيال متعاطفة، يلزمها تلك الأصابع البارعة لتعطي الألحان المفعمة بالحنان. وهناك من تشبه الكمنجة الرقيقة المزاج التي لا تسمعك سحر لحنها الا لو حملتها على ساعدك برفق. يمكنني أن أستمر بالوصف والمقارنة بين الألحان الجميلة والمرأة، إلاّ إنني أكتفي بهذه النبذة لفهم المرأة.
أتمنى من كل رجل أن يتعلم بعض الألحان وحتى ولو لم يبرع في العزف عليها، إلا وإنه مع الوقت سيصبح محترفاً في العزف ليحصل على أجمل أنغام الحياة، لأن الحياة بدون نغم ولحن هي كئيبة ومملة، فبصورة أو أخرى، ومن وقت إلى آخر نحتاج إلى الجو الفني.